[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اصحوا يا شباب من غيبوبة الكمبيوتر..
مجموعة مقالات لـ د/ نبيل فاروق
يارب تعجبكوووو ..
♥♥♥♥
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اصحوا يا شباب من غيبوبة الكمبيوتر.. (1)
من الأشياء التي أصبحت مألوفة، في هذا العصر، حالة الإحباط والتراخي، التي أصابت عدداً كبيراً من الشباب..
وربما الأسوأ منها، حالة أطلق عليها اسم (غيبوبة حلم النجاح السريع)..
والثراء السريع..
وهذا ليس في (مصر) وحدها، كما قد تتصورون..
إنه في العالم أجمع..
كل شباب العالم صار لديه حلم الثراء السريع..
وليست هناك مشكلة في أن تحلم..
على شرط واحد..
أن تسعى لتحقيق حلمك..
ودعوني أكرر أكثر من مرة..
أن تسعى..
وتتعب..
وتكافح..
وتسهر..
وتعرف..
ثم تنجح..
ولكن المشكلة أن ما أقوله يتعارض كثيراً مع ما اعتدت عليه، في حياتك اليومية..
وفي تعاملاتك..
مع الكمبيوتر فقط..
وهنا تكمن المشكلة الكبرى..
المشكلة التي ستدفعنا إلى تغيير اسم الحالة (غيبوبة حلم النجاح السريع) إلى (غيبوبة الكمبيوتر)..
فكل منكم صار يقضي معظم وقته أمام جهاز الكمبيوتر، إما لتصفح شبكة
الإنترنت، أو لممارسة لعبة من الألعاب الرقمية الحديثة، أو حتى للتوغل في
أحد برامج الموسيقى أو الصور أو أفلام الفيديو..
وكل هذه أمور تستطيعون فعلها بضغطة زر..
أو عدة أزرار..
المهم أنها لا تجشّمكم مشقة كفاح.. أو عمل.. أو عرق.. أو جهد..
فقط بالضغط على الأزرار، يمكنك أن تجوب العالم كله، وتلعب أعقد الألعاب
الرقمية وأكثرها متعة وإثارة، وتحصل على أحدث ألبومات الموسيقى، وتشاهد
أفلاما لم تعرفها شاشات السينما إلا منذ أيام..
وبالضغط على أزرار أخرى، يمكنك مشاهدة قنوات تليفزيونات العالم..
والتحدث عبر هاتف، لا يبلغ حجمه نصف حجم كفك، إلى أي مخلوق، في أي مكان في العالم، أو ترسل إليه رسالة نصية في لحظات..
أزرار..
أزرار..
أزرار..
حياتك كلها أصبحت مجموعة من الأزرار..
هكذا أصبحت تراها..
وتمارسها..
وتتصور أن هكذا ينبغي أن تسير كل الأمور..
ومن المؤكد، أنك مع كل هذا، لم تنتبه إلى حقيقة مخيفة..
إنك تجيد استخدام الكمبيوتر، وتصفح شبكة الإنترنت، وتحميل الموسيقى
والأغنيات والأفلام والبرامج، والعثور على أساليب لتجاوز سرية أو شفرة
تشغيل كل هذا..
وتجيد استعمال الموباليل، والتعامل معه، وحفظ كل الأكواد اللازمة ليفتح لك الدنيا..
وتحفظ ترددات قنوات فضائية، لا يعرفها أصدقاؤك..
ولكنك أبداً.. أبداً.. لم تبتكر أو تطوّر، أو حتى تدرس دائرة واحدة، من الدوائر الرقمية، في الكمبيوتر، أو الموبايل، أو الدش..
ولم تبتكر أو تطوّر، أو حتى تفهم تركيبة أي برنامج..
ولا كيفية ترقيم الموسيقى والأفلام..
ولا اسم من ابتكر شبكة الإنترنت..
باختصار.. أنت مستخدم ممتاز..
وستبقى دوماً في خانة (مستخدم)..
فقط مستخدم..
هذا لأن تلك الحياة الرقمية خدعتك، وأوهمتك بأن كل أمور الدنيا مجرد أزرار، تضغطها فيسير كل شيء كما تريد..
والحياة في حقيقتها ليست كذلك..
كل شيء فيها يسير كما تريد هي، وليس كما تريد أنت أو غيرك..
أبداً..
وهذا أمر منطقي تماماً، فما تريده أنت ليس ما يريده الجميع..
ربما تريد أنت اتجاهاً، ويريد رفيقك آخر..
فمن ستطيع الدنيا؟!
أنت، أم هو؟!
ولماذا تطيع أيكما على كل الأحوال، إنها تسير في طريقها، وعلى من يريدها
أن يلحق بها، ويسير في ركبها، وإلا فاتته كقطار سريع، ينطلق دوماً في
مواعيد ثابتة، ولا ينتظر أحداً..
بل إن القطار نفسه، مجرد وسيلة نقل، من وسائل الحياة..
وسيلة يمكن أن تتعطَّل..
أو تتوقف..
أو حتى تحترق..
والحياة أبداً ليست كذلك..
باختصار.. لقد سقطتم جميعاً في (غيبوبة الكمبيوتر)..
غيبوبة أوهمتكم بأنكم قادرون على فعل الكثير، وتجاوز الكثير، والسيطرة على الكثير..
غيبوبة جعلتكم تحلمون..
وتبالغون في أحلامكم..
وتكتفون بها..
وهنا تكمن الكارثة..
أنكم تحلمون.. وتسترخون.. وتتقاعسون..
وتضيع منكم سنة، وراء سنة.. وراء سنة.. وراء سنة..
وعندما تبدأون في الخروج من الغيبوبة، يكون جزء كبير من العمر قد ضاع في
غيبوبة حلم، وسبقكم من لم يكتفِ بالحلم، ومن كافح وجاهد وسعى.. وأدرك أن
الدنيا ليست -حتماً- مجموعة من الأزرار..
وأنها تحتاج إلى مهارات كثيرة.. منها.. منها فقط الكمبيوتر..
فالكمبيوتر لم يعد مهارة منفردة، إلا بالنسبة للعاملين في مجاله التخصصي فحسب، وحتى هؤلاء، يحتاجون حتماً إلى مهارات إضافية..
الكمبيوتر صار وسيلة، تُستخدم في كل مجالات العمل..
في الاتصالات..
وشركات الإنتاج..
والمصانع..
والصيدليات..
وكل مكان تقريباً..
وهذا يعني أنه قد صار مهارة أساسية، ولكن ليس مهارة منفردة..
وحتى في هذا، دعوني أسألكم في صراحة: كم منكم قرأ كتاباً عن كيفية التعامل الصحيح مع أجهزة الكمبيوتر؟!
حتى من يعملون منكم في مجال الكمبيوتر، قليل منهم فعلوها، ودرسوه على نحو
جاد وصحيح، أما الباقون، فقد تعاملوا معه كفنيين من الدرجة الثالثة، إما
عن طريق التجربة والخطأ، أو عن طريق السمع والسؤال عن الحلول، وبعدها
صاروا يتباهون بخبراتهم، التي من الممكن أن يكتسبوا عشرة أضعافها، مع أول
مائة صفحة في أي كتاب متخصص..
أيها الشباب، صدقوني، أنتم في غيبوبة..
غيبوبة كمبيوتر..
عميقة..
اصحوا يا شباب من غيبوبة الكمبيوتر.. (2)
منذ زمن أجدادنا في العشرينيات، والكبار يتهمون الشباب بالكسل، والتقاعس، والاستهتار، وعدم الشعور بالمسئولية..
لو تابعت أفلام زمان، لأدهشك وأضحكتك هذه الحقيقة..
أفلام عبد الوهاب، ويوسف وهبي، وحسين صدقي، وأمينة رزق، مروراً بأفلام
فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وحسين فهمي، ومحمود ياسين، وعادل أمام،
ونور الشريف، ويحيى الفخراني.. كلها اتّهمت الشباب بالتهم نفسها..
نفس الأسلوب، ونفس الكلام، ونفس النظرة..
ونفس الاتهامات..
أجدادنا سمعوها واستنكروها، ثم عادوا يُلقونها ويرددونها على مسامع
آبائنا، واستنكرها آباؤنا، ثم ألقوها على مسامعنا، واستنكرناها، وضحكنا
منها، ثم عاد بعضنا يرددها على مسامعكم، فاستنكرتموها، وسخرتم منها، و..
وتستمر الحياة..
ويستمر الاستنكار..
والترديد..
والضحك..
ثم تأتي السخرية..
هذا حدث، وسيحدث في كل عصر؛ لأن طبيعة الإنسان التقليدي هي أنه لا يرى إلا
نفسه وأسلوبه، ولا يستطيع استيعاب أنه هناك عجلة تطور تدور، شئنا أم
أبينا، وأن محاولة الوقوف أمامها واعتراض طريقها، تنتهي دوماً نهاية واحدة
فحسب..
أن تدور العجلة فوق معترضها، فتزيحه عن طريقها..
أو تسحقه..
ثم تمضي في طريقها..
لقد ذكرت هذا فقط؛ لأستبعد عن هذه السلسلة من المقالات، شبهة أنها مجرد ترديد نمطي للموال نفسه..
لست أتهمكم بالتقصير، أو الاستهتار، أو الكسل، أو التقاعس، أو حتى عدم الشعور بالمسئولية..
الاتهام هذه المرة مختلف..
ومبتكر..
إنني أتهمكم بالعمل طوال الوقت فيما لا يفيد..
أنتم شباب، والشباب يمتلئ دوماً بالطاقة، والحماس، والقوة، والنشاط، والرغبة في تخطي كل القواعد، والقيود، والعقبات..
وهذه طاقة هائلة..
طاقة قادرة على تحقيق ما نادت به أجمل أغنية عبَّرت عن الشباب، من وجهة نظري..
ولا بنخاف..
"ولا بنخاف م الدنيا بحالها.. لو عايزين الشمس نطولها.. نمسك نجم السما بإيدينا.. والدنيا إن مالت نعدلها"..
تعبير غنائي جميل، ربما يحوي صيغ مبالغة عديدة، ولكنها محسّنات بديعية
رائعة، ترسم صورة مَجازية خيالية، لقدرة الشباب على تخطي كل العقبات..
لو أراد هذا..
ولو امتلك الهدف، والإرادة، والعزيمة.. والقدرة على المواصلة..
والمدهش أنكم تمتلكون بالفعل كل هذا..
والمدهش أكثر أنكم تستخدمونه..
ولكن على نحو خطأ..
تتباهون بقدرتكم على التعامل مع التكنولوجيا.. وتنغمسون في التعامل معها
طوال الوقت، وبمنتهى الحماس والنشاط، وأحياناً بإرادة وصبر بلا حدود،
وتبهركم قدرتكم على التحكم فيها وتوجيهها، وتمنحكم شعوراً بالقوة والقدرة..
ولكن كل هذا مخادع تماماً..
غيركم وضع هذه التكنولوجيا.. صنعها.. وطوّرها.. وما زال يصنع ويطوّر
المزيد منها.. ووحده يمتلك القدرة على توظيفها، أو الدخول إليها، أو حتى
رصد كل ما تفعلونه بها..
وأنتم فئران تجاربه.. تستخدمون برامجه، وتتنافسون في فهمها، وأحياناً في
البحث عن وسائل لاختراقها أيضاً، ثم تنتفخ أوداجُكم فخراً عندما تنجحون،
على الرغم من أن معظمكم لا يفعل هذا بنفسه، ولكنه فقط يبحث عبر شبكة
الإنترنت عمن فعلها، ثم يجلب نتائج عمله إليه..
وصانع التكنولوجيا يتابع هذا في اهتمام بالغ؛ لأنه -وبلا مقابل- جعل شباب
العالم كله يعمل لحسابه، ويكشف ثغرات وعيوب برامجه، ليعمل هو على تطويرها،
وتحسينها، وسد ما كشفتموه من ثغراتها؛ لكي يجعلها أقوى، وأسرع، وأكثر
مناعة، ثم يحوّل كل هذا فيما بعد إلى أسلحة؛ لكي تصبح أكثر فاعلية، وأكثر
قدرة على تدميركم، وسحقكم، وإخضاعكم..
والتفوق عليكم..
في غمرة انبهاركم بألعاب تلعبونها، وأزرار تضغطونها، وأرقام ترونها، فقدتم أي حس إنتاجي، وتركتموه هو ينتج ويبتكر ويطوَّر..
وفي أفغانستان والعراق، أتى بتكنولوجيته المتطورة، وانهال بها على رؤوسكم،
وهزم جيوشكم، واحتل جزءاً من عروبتكم، ومد أذرعته الإخطبوطية من حولكم..
كل هذا، وأنتم واثقون..
منشغلون..
تضغطون الأزرار..
تعبثون بالرقميات..
تملأون أجهزة الكمبيوتر بالموسيقى والأفلام الرقمية..
تجيدون تصفح شبكة الإنترنت..
فقط..
لا تنتجون..
أو تطوِّرون..
أو حتى تحاولون..
هم يعطونكم التكنولوجيا.. وهم يطورونها.. وهم يقدمونها.. وهم يصونونها.. ويعملون على تحسينها.. ثم إن أسعارها تنخفض..
فلماذا نرهق أنفسنا؟!
ألسنا نجيد استخدامها؟!.
أليس هذا يكفي؟!
لا.. الواقع أنه ليس كذلك.. أبداً..
فالعالم كله من حولنا يمتلك التكنولوجيا نفسها، وشبابه -مثلكم- يمتلك
النشاط والقوة والحيوية.. ويستخدم التكنولوجيا.. ويلهو بها أيضاً...
ولكن ليس طوال الوقت..
إنه أيضاً يعمل في جد وكد.. ويبتكر.. ويطوِّر.. والأهم أنه يدرك جيداً، متى ينبغي له أن يتوقف عن كل هذا..
تماماً كما لو أنك تقود سيارة قوية..
البراعة هنا ليست في أن تقودها بأقصى سرعة، عبر كل الطرقات..
البراعة الحقيقية في أن تعرف متى تخفض سرعتها عند المنحنيات..
ومتى تستطيع، أو ينبغي أن توقفها..
إن لم تملك هذه البراعة، فربما تنقلب بك السيارة عن المنحنيات، أو تتحطم عند اصطدامها بجدار، لم تتوقف قبل أن تبلغه..
والحقيقة أن البراعة الأكبر، هي في أن تتعلم كيف تصنعها..
ويفوق هذا أن تصنعها..
أو تطوّرها...
ولكن التفوق الفعلي، هو أن تبتكرها..
وتخترعها..
ولكنك حتماً لن تفعل هذا، وأنت غارق في الأحلام..
أو في مستنقع الخداع..
ولا وأنت واهم...
أو حالم..
فقط ستتفوق عندما تصحو، وتخرج من الغيبوبة..
ولهذا أنادي..
اصحوا يا شباب..
اصحوا بالله عليكم..
اصحوا..
اصحوا يا شباب من غيبوبة الكمبيوتر..
مجموعة مقالات لـ د/ نبيل فاروق
يارب تعجبكوووو ..
♥♥♥♥
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اصحوا يا شباب من غيبوبة الكمبيوتر.. (1)
من الأشياء التي أصبحت مألوفة، في هذا العصر، حالة الإحباط والتراخي، التي أصابت عدداً كبيراً من الشباب..
وربما الأسوأ منها، حالة أطلق عليها اسم (غيبوبة حلم النجاح السريع)..
والثراء السريع..
وهذا ليس في (مصر) وحدها، كما قد تتصورون..
إنه في العالم أجمع..
كل شباب العالم صار لديه حلم الثراء السريع..
وليست هناك مشكلة في أن تحلم..
على شرط واحد..
أن تسعى لتحقيق حلمك..
ودعوني أكرر أكثر من مرة..
أن تسعى..
وتتعب..
وتكافح..
وتسهر..
وتعرف..
ثم تنجح..
ولكن المشكلة أن ما أقوله يتعارض كثيراً مع ما اعتدت عليه، في حياتك اليومية..
وفي تعاملاتك..
مع الكمبيوتر فقط..
وهنا تكمن المشكلة الكبرى..
المشكلة التي ستدفعنا إلى تغيير اسم الحالة (غيبوبة حلم النجاح السريع) إلى (غيبوبة الكمبيوتر)..
فكل منكم صار يقضي معظم وقته أمام جهاز الكمبيوتر، إما لتصفح شبكة
الإنترنت، أو لممارسة لعبة من الألعاب الرقمية الحديثة، أو حتى للتوغل في
أحد برامج الموسيقى أو الصور أو أفلام الفيديو..
وكل هذه أمور تستطيعون فعلها بضغطة زر..
أو عدة أزرار..
المهم أنها لا تجشّمكم مشقة كفاح.. أو عمل.. أو عرق.. أو جهد..
فقط بالضغط على الأزرار، يمكنك أن تجوب العالم كله، وتلعب أعقد الألعاب
الرقمية وأكثرها متعة وإثارة، وتحصل على أحدث ألبومات الموسيقى، وتشاهد
أفلاما لم تعرفها شاشات السينما إلا منذ أيام..
وبالضغط على أزرار أخرى، يمكنك مشاهدة قنوات تليفزيونات العالم..
والتحدث عبر هاتف، لا يبلغ حجمه نصف حجم كفك، إلى أي مخلوق، في أي مكان في العالم، أو ترسل إليه رسالة نصية في لحظات..
أزرار..
أزرار..
أزرار..
حياتك كلها أصبحت مجموعة من الأزرار..
هكذا أصبحت تراها..
وتمارسها..
وتتصور أن هكذا ينبغي أن تسير كل الأمور..
ومن المؤكد، أنك مع كل هذا، لم تنتبه إلى حقيقة مخيفة..
إنك تجيد استخدام الكمبيوتر، وتصفح شبكة الإنترنت، وتحميل الموسيقى
والأغنيات والأفلام والبرامج، والعثور على أساليب لتجاوز سرية أو شفرة
تشغيل كل هذا..
وتجيد استعمال الموباليل، والتعامل معه، وحفظ كل الأكواد اللازمة ليفتح لك الدنيا..
وتحفظ ترددات قنوات فضائية، لا يعرفها أصدقاؤك..
ولكنك أبداً.. أبداً.. لم تبتكر أو تطوّر، أو حتى تدرس دائرة واحدة، من الدوائر الرقمية، في الكمبيوتر، أو الموبايل، أو الدش..
ولم تبتكر أو تطوّر، أو حتى تفهم تركيبة أي برنامج..
ولا كيفية ترقيم الموسيقى والأفلام..
ولا اسم من ابتكر شبكة الإنترنت..
باختصار.. أنت مستخدم ممتاز..
وستبقى دوماً في خانة (مستخدم)..
فقط مستخدم..
هذا لأن تلك الحياة الرقمية خدعتك، وأوهمتك بأن كل أمور الدنيا مجرد أزرار، تضغطها فيسير كل شيء كما تريد..
والحياة في حقيقتها ليست كذلك..
كل شيء فيها يسير كما تريد هي، وليس كما تريد أنت أو غيرك..
أبداً..
وهذا أمر منطقي تماماً، فما تريده أنت ليس ما يريده الجميع..
ربما تريد أنت اتجاهاً، ويريد رفيقك آخر..
فمن ستطيع الدنيا؟!
أنت، أم هو؟!
ولماذا تطيع أيكما على كل الأحوال، إنها تسير في طريقها، وعلى من يريدها
أن يلحق بها، ويسير في ركبها، وإلا فاتته كقطار سريع، ينطلق دوماً في
مواعيد ثابتة، ولا ينتظر أحداً..
بل إن القطار نفسه، مجرد وسيلة نقل، من وسائل الحياة..
وسيلة يمكن أن تتعطَّل..
أو تتوقف..
أو حتى تحترق..
والحياة أبداً ليست كذلك..
باختصار.. لقد سقطتم جميعاً في (غيبوبة الكمبيوتر)..
غيبوبة أوهمتكم بأنكم قادرون على فعل الكثير، وتجاوز الكثير، والسيطرة على الكثير..
غيبوبة جعلتكم تحلمون..
وتبالغون في أحلامكم..
وتكتفون بها..
وهنا تكمن الكارثة..
أنكم تحلمون.. وتسترخون.. وتتقاعسون..
وتضيع منكم سنة، وراء سنة.. وراء سنة.. وراء سنة..
وعندما تبدأون في الخروج من الغيبوبة، يكون جزء كبير من العمر قد ضاع في
غيبوبة حلم، وسبقكم من لم يكتفِ بالحلم، ومن كافح وجاهد وسعى.. وأدرك أن
الدنيا ليست -حتماً- مجموعة من الأزرار..
وأنها تحتاج إلى مهارات كثيرة.. منها.. منها فقط الكمبيوتر..
فالكمبيوتر لم يعد مهارة منفردة، إلا بالنسبة للعاملين في مجاله التخصصي فحسب، وحتى هؤلاء، يحتاجون حتماً إلى مهارات إضافية..
الكمبيوتر صار وسيلة، تُستخدم في كل مجالات العمل..
في الاتصالات..
وشركات الإنتاج..
والمصانع..
والصيدليات..
وكل مكان تقريباً..
وهذا يعني أنه قد صار مهارة أساسية، ولكن ليس مهارة منفردة..
وحتى في هذا، دعوني أسألكم في صراحة: كم منكم قرأ كتاباً عن كيفية التعامل الصحيح مع أجهزة الكمبيوتر؟!
حتى من يعملون منكم في مجال الكمبيوتر، قليل منهم فعلوها، ودرسوه على نحو
جاد وصحيح، أما الباقون، فقد تعاملوا معه كفنيين من الدرجة الثالثة، إما
عن طريق التجربة والخطأ، أو عن طريق السمع والسؤال عن الحلول، وبعدها
صاروا يتباهون بخبراتهم، التي من الممكن أن يكتسبوا عشرة أضعافها، مع أول
مائة صفحة في أي كتاب متخصص..
أيها الشباب، صدقوني، أنتم في غيبوبة..
غيبوبة كمبيوتر..
عميقة..
اصحوا يا شباب من غيبوبة الكمبيوتر.. (2)
منذ زمن أجدادنا في العشرينيات، والكبار يتهمون الشباب بالكسل، والتقاعس، والاستهتار، وعدم الشعور بالمسئولية..
لو تابعت أفلام زمان، لأدهشك وأضحكتك هذه الحقيقة..
أفلام عبد الوهاب، ويوسف وهبي، وحسين صدقي، وأمينة رزق، مروراً بأفلام
فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وحسين فهمي، ومحمود ياسين، وعادل أمام،
ونور الشريف، ويحيى الفخراني.. كلها اتّهمت الشباب بالتهم نفسها..
نفس الأسلوب، ونفس الكلام، ونفس النظرة..
ونفس الاتهامات..
أجدادنا سمعوها واستنكروها، ثم عادوا يُلقونها ويرددونها على مسامع
آبائنا، واستنكرها آباؤنا، ثم ألقوها على مسامعنا، واستنكرناها، وضحكنا
منها، ثم عاد بعضنا يرددها على مسامعكم، فاستنكرتموها، وسخرتم منها، و..
وتستمر الحياة..
ويستمر الاستنكار..
والترديد..
والضحك..
ثم تأتي السخرية..
هذا حدث، وسيحدث في كل عصر؛ لأن طبيعة الإنسان التقليدي هي أنه لا يرى إلا
نفسه وأسلوبه، ولا يستطيع استيعاب أنه هناك عجلة تطور تدور، شئنا أم
أبينا، وأن محاولة الوقوف أمامها واعتراض طريقها، تنتهي دوماً نهاية واحدة
فحسب..
أن تدور العجلة فوق معترضها، فتزيحه عن طريقها..
أو تسحقه..
ثم تمضي في طريقها..
لقد ذكرت هذا فقط؛ لأستبعد عن هذه السلسلة من المقالات، شبهة أنها مجرد ترديد نمطي للموال نفسه..
لست أتهمكم بالتقصير، أو الاستهتار، أو الكسل، أو التقاعس، أو حتى عدم الشعور بالمسئولية..
الاتهام هذه المرة مختلف..
ومبتكر..
إنني أتهمكم بالعمل طوال الوقت فيما لا يفيد..
أنتم شباب، والشباب يمتلئ دوماً بالطاقة، والحماس، والقوة، والنشاط، والرغبة في تخطي كل القواعد، والقيود، والعقبات..
وهذه طاقة هائلة..
طاقة قادرة على تحقيق ما نادت به أجمل أغنية عبَّرت عن الشباب، من وجهة نظري..
ولا بنخاف..
"ولا بنخاف م الدنيا بحالها.. لو عايزين الشمس نطولها.. نمسك نجم السما بإيدينا.. والدنيا إن مالت نعدلها"..
تعبير غنائي جميل، ربما يحوي صيغ مبالغة عديدة، ولكنها محسّنات بديعية
رائعة، ترسم صورة مَجازية خيالية، لقدرة الشباب على تخطي كل العقبات..
لو أراد هذا..
ولو امتلك الهدف، والإرادة، والعزيمة.. والقدرة على المواصلة..
والمدهش أنكم تمتلكون بالفعل كل هذا..
والمدهش أكثر أنكم تستخدمونه..
ولكن على نحو خطأ..
تتباهون بقدرتكم على التعامل مع التكنولوجيا.. وتنغمسون في التعامل معها
طوال الوقت، وبمنتهى الحماس والنشاط، وأحياناً بإرادة وصبر بلا حدود،
وتبهركم قدرتكم على التحكم فيها وتوجيهها، وتمنحكم شعوراً بالقوة والقدرة..
ولكن كل هذا مخادع تماماً..
غيركم وضع هذه التكنولوجيا.. صنعها.. وطوّرها.. وما زال يصنع ويطوّر
المزيد منها.. ووحده يمتلك القدرة على توظيفها، أو الدخول إليها، أو حتى
رصد كل ما تفعلونه بها..
وأنتم فئران تجاربه.. تستخدمون برامجه، وتتنافسون في فهمها، وأحياناً في
البحث عن وسائل لاختراقها أيضاً، ثم تنتفخ أوداجُكم فخراً عندما تنجحون،
على الرغم من أن معظمكم لا يفعل هذا بنفسه، ولكنه فقط يبحث عبر شبكة
الإنترنت عمن فعلها، ثم يجلب نتائج عمله إليه..
وصانع التكنولوجيا يتابع هذا في اهتمام بالغ؛ لأنه -وبلا مقابل- جعل شباب
العالم كله يعمل لحسابه، ويكشف ثغرات وعيوب برامجه، ليعمل هو على تطويرها،
وتحسينها، وسد ما كشفتموه من ثغراتها؛ لكي يجعلها أقوى، وأسرع، وأكثر
مناعة، ثم يحوّل كل هذا فيما بعد إلى أسلحة؛ لكي تصبح أكثر فاعلية، وأكثر
قدرة على تدميركم، وسحقكم، وإخضاعكم..
والتفوق عليكم..
في غمرة انبهاركم بألعاب تلعبونها، وأزرار تضغطونها، وأرقام ترونها، فقدتم أي حس إنتاجي، وتركتموه هو ينتج ويبتكر ويطوَّر..
وفي أفغانستان والعراق، أتى بتكنولوجيته المتطورة، وانهال بها على رؤوسكم،
وهزم جيوشكم، واحتل جزءاً من عروبتكم، ومد أذرعته الإخطبوطية من حولكم..
كل هذا، وأنتم واثقون..
منشغلون..
تضغطون الأزرار..
تعبثون بالرقميات..
تملأون أجهزة الكمبيوتر بالموسيقى والأفلام الرقمية..
تجيدون تصفح شبكة الإنترنت..
فقط..
لا تنتجون..
أو تطوِّرون..
أو حتى تحاولون..
هم يعطونكم التكنولوجيا.. وهم يطورونها.. وهم يقدمونها.. وهم يصونونها.. ويعملون على تحسينها.. ثم إن أسعارها تنخفض..
فلماذا نرهق أنفسنا؟!
ألسنا نجيد استخدامها؟!.
أليس هذا يكفي؟!
لا.. الواقع أنه ليس كذلك.. أبداً..
فالعالم كله من حولنا يمتلك التكنولوجيا نفسها، وشبابه -مثلكم- يمتلك
النشاط والقوة والحيوية.. ويستخدم التكنولوجيا.. ويلهو بها أيضاً...
ولكن ليس طوال الوقت..
إنه أيضاً يعمل في جد وكد.. ويبتكر.. ويطوِّر.. والأهم أنه يدرك جيداً، متى ينبغي له أن يتوقف عن كل هذا..
تماماً كما لو أنك تقود سيارة قوية..
البراعة هنا ليست في أن تقودها بأقصى سرعة، عبر كل الطرقات..
البراعة الحقيقية في أن تعرف متى تخفض سرعتها عند المنحنيات..
ومتى تستطيع، أو ينبغي أن توقفها..
إن لم تملك هذه البراعة، فربما تنقلب بك السيارة عن المنحنيات، أو تتحطم عند اصطدامها بجدار، لم تتوقف قبل أن تبلغه..
والحقيقة أن البراعة الأكبر، هي في أن تتعلم كيف تصنعها..
ويفوق هذا أن تصنعها..
أو تطوّرها...
ولكن التفوق الفعلي، هو أن تبتكرها..
وتخترعها..
ولكنك حتماً لن تفعل هذا، وأنت غارق في الأحلام..
أو في مستنقع الخداع..
ولا وأنت واهم...
أو حالم..
فقط ستتفوق عندما تصحو، وتخرج من الغيبوبة..
ولهذا أنادي..
اصحوا يا شباب..
اصحوا بالله عليكم..
اصحوا..
الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 4:09 am من طرف Admin
» بمناسبة الإمتحانات ...... صور
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:17 am من طرف Admin
» ويندوز مصرى 100%
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:17 am من طرف Admin
» خدمة العملاء فى المستقبل...جامدة اخر حاجه
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:15 am من طرف Admin
» رسالة من صعيدي الى زوجته
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:12 am من طرف Admin
» الطالب ليه بسقط فى الامتحانات
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:10 am من طرف Admin
» اجدد مقالب فودافون ههههههههههههه
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:07 am من طرف Admin
» هتعمل ايه لو بتدرس و جنبك بنت
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:06 am من طرف Admin
» صور تجنن بجد لازم تدخلواااااااااااا
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:05 am من طرف Admin
» قوانين كرة القدم عند البنات
الإثنين سبتمبر 06, 2010 4:03 am من طرف Admin